مراسم في الزواج فی الترکیا


https://www.antalyaestate.ae/shaghagh-beltaghsit-alanya-turkiye-7325.html

يُقال إن العائلة هي لبنة المجتمع الأساسية وجوهره، ويتحقّق الحفاظ على هذا الجوهر بالزواج. من المعروف أن الهيكل الاقتصادي والثقافي للمجتمعات، ونظام المعيشة والسكن، والعلاقات الاجتماعية، والعادات والتقاليد لها أهمية كبيرة في تحديد أشكال الزواج وأنواعه في كل مجتمع، فكل مجتمع يختار الطريقة التي تناسب ثقافته وعاداته في الزواج مما يؤدّي إلى تنوّع واختلاف أشكال الزواج، وعلى الرغم من ذلك هناك حالات فردية في المجتمع لا تتماشى مع هذه الطرق.

إن التمدّن والصناعة يلعبان دورا مهما في تغيير نمط المجتمع أحيانا وخصوصا في المدن الكبيرة التي يقل تمسّكها بالعادات والتقاليد مما يؤدّي إلى وجود اختلافات كبيرة في أنواع وأشكال الزواج بينها وبين المدن التي ما زالت متمسّكة بالعادات والتقاليد.

ينص القانون المدني التركي بأنّه لا يجوز زواج الفتيات الصغيرات ذوي أعمار 16 سنة فما دون. فحسب القانون المدني التركي الجديد مادة رقم 11 فإنّ السن القانوني لزواج الفتيات هو 18 سنة.

ومع تنوع الأعراق والأجناس في تركيا، تتنوع العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج في تركيا بإختلاف الثقافات والمناطق، ويؤثر في هذا بكل تأكيد العادات المحلية والمعتقدات والقيمة المعطاة لكلا الجنسين في كل منطقة، ويمكن تصنيف الزواج بالشكل الآتي:

 الزواج التقليدي
هذا النوع من الزواج يكثر في المناطق التي تسود فيها وبشكل كبير العادات والتقاليد المتشابهة. ويتم هذا النوع من الزواج باختيار الفتاة المناسبة بموافقة أم العريس وأبوه بالإضافة إلى بعض الأقارب، ولا تكفي موافقة العريس على الفتاة بل يجب على جميع أفراد العائلة أن يوافقوا عليها.

حيث تبدأ مراسم هذا الزواج بزيارة أهل العريس وأقرباؤه بما هو مسمى بزيارة وفد “الخطَّابة” إلى بيت عائلة الفتاة. ويتكون هذا الوفد من أم العريس وأخواته وبعض الأقرباء والجيران من النساء.1280x720-QfC

نقود ” الرأس” لعائلة الفتاة
المهر هو ما يُطلق في كثير من مناطق الأناضول على المال المدفوع لعائلة الفتاة قبل الزواج. ويتضمّن المهر بالإضافة إلى النقود: الذهب، والمنزل، وحديقة أو قطعة أرض أو أحد الحيوانات ذات القيمة العالية (مثل الحصان، أو الخروف أو عجل …إلخ). في منطقة شرق الأناضول تتعدّد المسمّيات لكن المعنى واحد وهو المهر، فمنهم من يطلق عليه “البدل”، وآخر “العبء” وآخرون “الحق الأساسي”. وعند الاتفاق على مقدار المهر ونوعه فإن هذا يقال له “قطع المهر“.

الزواج المدبر من الصغر
يتم هذا النوع من الزواج بخطبة الفتاة والشاب منذ الصغر، وهذا النوع منتشر بين الأقارب أو الأصدقاء المقربين أو الجيران. فيتم هذا الزواج بربط الفتاة والشاب منذ الصغر بخطبة بدون علمهما أو موافقتهما، فإن من يقرر هذا الزواج هم الأهل.

لكن بسبب هذا النوع من الزواج قد تحدث بعض المشاكل بين العائلتين لرفض الفتاة للشاب أو العكس لعدم الإعجاب أو عدم التكافؤ بينهما، مما يؤدّي إلى جرح كرامة الطرف الآخر بسبب هذا الرفض.


الزواج المتبادل (زواج البدل)
هو أحد أنواع الزواج المنتشرة في جنوب شرق وشرق الأناضول. لتخفيف عبئ المهر على من لا يملك قيمته فقد وُجِدَت عادة بتزويج الشاب للفتاة بشرط أن يزوج أخته لأخ العروس بالمقابل والعكس مطبق أيضا إن كانت العائلة التي عندها القدرة على دفع المهر تريد تزويج ابنها فتتفق مع العائلة الأخرى بأن يزوجوا ابنتهم له وأن يزوجوا ابنهم لابنتهم كعملية تبادل، وبهذا الشكل لا يجب على الشاب أن يدفع المهر. إن هذا الزواج المسمى بزواج البدل تعارف عليه الناس بأسماء كثيرة فمنها “تبادل الفتيات” ومنها “طريقة التبادل”، وفيه ظلم كبير لكلا الطرفين في حال حدوث مشكلة لدى إحدى العائلات فإنه ينعكس على العائلة الأخرى.

 زواج الأخ بأرملة أخيه
هذا الزواج هو أحد أنواع الزواج التقليدي، فإن الهدف منه الحفاظ على شرف العائلة وعدم زواج الأرملة بشخص آخر من عائلة أخرى. فإن أرملة الأخ الفقيد تتزوّج أخوه البكر أو تكون كزوجة ثانية لأخ متزوج. فإن لم يكن للفقيد أخ فإنها تُزَوَّج لابن عمه أو عمته أو أي أحد متوفر من الأقارب. ومن أحد أسباب هذا الزواج هو الإرث، فلأجل ألا تكون هناك أية مشاكل للورثة فيما بعد ولأجل ألا يتم تقسيم الإرث مع عائلة غريبة يتم هذا الزواج. ومن الضروري أن يكون الزوج الجديد من أقرباء الزوج المتوفّي والسبب في هذا هو مصلحة الأطفال.

 الزواج بأجنبية
هذا الزواج هو زواج بفتاة أو شاب من بلد أجنبي. وهو من أكثر أنواع الزيجات التي تحصل فيها مشاكل وفيه عيوب كثيرة منها انتماء الأولاد لبلد كِلا الأبوين وعدم توافقهما على طريقة تربية الأولاد لاختلاف العادات والتقاليد وقد يكون الدين كذلك. والمشكلة الأخرى قد تكون هذه الفتاة الأجنبية زوجة ثانية، حيث يقوم بعض رجال الأعمال بهذا الزواج بدلا من إحضار زوجاتهم إلى لبلد الذي يعمل به.
يتم هذا الزواج بقيام عائلة الشاب/الفتاة من الأب والأم والجدة والجد باختيار فتاة مناسبة لابنهم أو العكس، ويتم اختيار الفتاة/الشاب عادة من أقارب العائلة أو الجيران والمعارف. ينتشر هذا النوع من الزواج بين العائلات التي تتساوى في المستوى الثقافي والاقتصادي. ويقوم كبار العائلة باتخاذ قرار تزويج الفتاة أو الشاب من عائلتهم لكن طبعا بموافقة صاحبي الشأن. أما فيما يخص اختيار الفتاة أو الشاب فيجب أن يكونا على علم ومعرفة ببعضهما فقط.

هروب الشاب مع الفتاة المسمّاة بالخطيفة (زواج بدون حفلة زفاف)
يتم هذا الزواج عند معارضة وعدم موافقة عائلة الفتاة على الزوج المتقدّم، فإن الشاب يقوم بالهرب مع الفتاة من منزل أهلها لإجبارهم على الموافقة. حيث يكون عدم الموافقة عائدا إلى الفرق الاجتماعي والمالي بين عائلة الفتاة وعائلة الشاب. فإن طلبت عائلة الفتاة مهرا كبيرا لفتاتهم ولم يكن بمقدور الشاب أن يدفع هذا المهر فإن الشاب والفتاة يتفقان على الهرب. أو يقوم الشاب بخطف الفتاة والهرب معها بدون رضاها.

يقال في الروايات والقصص التركية القديمة، أن العُرس كان يتم خلال أربعين يوم وليلة، ولكن في منطقة الأناضول العُرس يتم في ثلاثة أيام، وفي أيامنا الحالية أصبح يومين فقط، وفي الغالب هم يومي نهاية الأسبوع في تركيا (السبت والأحد)، ويكون حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل عائلة.

وبما أن تركيا تتميز باتساع مساحتها الجغرافية، فإن تقاليد الزفاف المتبعة فيها تختلف من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وأن الطبيعة الجغرافية المختلفة لتركيا تؤثر في العادات، خاصةً وأن جزءًا منها يقع في آسيا، وجزء آخر يقع في أوروبا.

الطلبة

لا بد أن يقوم العريس بزيارة لبيت العروس ليطلبها من أبيها، ويتم ذلك عندما يذهب العريس مع كبار وفضلاء العائلة، في يوم الأحد أو يوم الخميس، لاعتقادهم بأنها أيام تجلب الطالع الحسن.

وفي تركيا ليس هناك ما هو متعارف عليه في الكثير من البلاد خاصة العربية، وهو ما يعرف بالمهر، أي المعجل والمؤجل، وكل ما يقوم به العريس هو إحضار طقم من الذهب لإلباسه للعروس في يوم الزفاف.

وأحيانا يكون للعروس رأي في ما تطلبه لمهرها، بعضن يطلبن أداء الحج مقابل موافقتهن، وبعضهن أيضا تطالبن العريس بأن يحفظ سورا من القرآن حتى توافقن عليه،حيث أن الطابع الديني الملتزم لدى بعض الأتراك ينعكس في مثل هذه الأمور.

الخطبة

يقوم العريس بتلبيس خاتم الخطوبة في نفس يوم قراءة الفاتحة، أو في يوم آخر يتفق عليه الطرفان، حيث  يعاود أهل العريس زيارة بيت العروس، ويحضرون معهم باقة ورد، وشوكولا، للاتفاق على تفاصيل يوم الخطبة.

ومن العادات الفكاهية التي تتميز بها الطُلبة لدى الأتراك، أنه عندما تقوم العروس بتقديم القهوة للضيوف، تضع في فنجان القهوة المخصص للعريس ملحًا بدلًا من السكر، ويكون الفنجان مغلفًا بشريط أحمر، ويجب عليه أن يحتسي القهوة، وتقبلها دون انزعاج أو استغراب، وتكون بشرة خير للعروس، وبأنه يتقبلها كيفما كانت.

أما خواتم الخطوبة عند الأتراك، وتحديدا مدن الأقاليم التركية، ما زالت لها طابعها المميز والمستمر حتى الآن، فعلى سبيل المثال، يختار العروسين فى معظم الأحيان خواتم زفاف نفس التصميم، ولكن تختلف فى نوع المعدن، إما ذهب أو فضة، والأهم أن الخاتمين لا بد أن يربطا سويا بعد الشراء بشريطة من قماش الساتان الأحمر.

والغرض من ربط الخاتمين سويا هو كنوع من الرباط الأبدي، ويسمح فقط لوالد العروسة أو والدتها بفك هذا الرابط، كنوع من الموافقة والسماح لهذا الرجل بالخطبة من ابنته، وفك قيدها من الجو الأسري التي اعتادت عليه، وتمهيدها للانتقال لبيت الزوجية، وتليها مرحلة تلبيس الشبكة، وتلف أيضا بأشرطة ساتان حمراء.

ليلة الحناء

المراسم التي تُقام في اليوم السابق للعُرس، تُدعى بليلة الحناء، حيث يقوم الطرفان بعمل ليلة خاصة للحناء، وعلى الأغلب تكون من تنظيم أهل العروس.

ويجتمع النساء في بيت العروس، وبعد التسلية، يبدأن بغناء الأغاني الحزينة توديعا للعروس، وحزنا على فراقها.

ويتم إحضار الحناء التي تم بلها بالماء في صينية خاصة، وعليها شمع، و يتم الدوران بها حول العروس، ومن ثم توزع الحناء على الحاضرين، وعندما يحين الوقت لوضع الحناء في يد العروس تغلق العروس يدها ، فتأتي أم العروس، وتضع قطعة ذهب في يدها، فتفتح العروس يدها للحناء، ويتم وضع الحناء للعروس بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع.

وغالبًا ما تقترن الحناء باللون الأحمر، وترتدي الفتاة فستانًا من اللون الأحمر هو يسمى بالتركي (bindallı) أو (yöresel kıyafet)، ثم ترتدى العروس وشاحًا أحمر اللون مزخرفًا ومزينًا فوق ملابسها لتغطية وجهها، حتى يقوم العريس برفع هذا الغطاء عنها.

الزواج (ليلة الزفاف)

اليوم التالي لليلة الحناء، هو يوم أخذ العروس، ويوم العُرس، ويبدأ الفرح في بعض الأحيان منذ ساعات الصباح بالطبل والمزمار.

ويحلق العريس في صباح يوم العُرس، ويأحذ حمامه التركي الشهير، ويتم تحضير العروس كذلك، ثم يجتمع أهل العريس لأجل الذهاب لبيت العروس وأخذها، إذ يقوم عم أو أخ العروس بربط الرباط الأحمر حول خصرها، وهذا أهم شيء فى الزفاف.

وبعد ذلك تودع العروس عائلتها، وقبل أن تخرج من البيت تقوم بالسلام، ومصافحة صديقاتها اللواتي لم يتزوجن بعد، من باب طرح البركة في يدهن على أمل الزواج القريب.

ويقوم أهل العروس بمسك مرآة للعروس عند خروجها من بيت والدها من أجل أن ينور عليها طريقها، ويقوم أهل العريس برمي "الملبّس" أو نقود معدنية أو مكسرات تجلب البركة للبيت.

وفى بعض القرى، والأحياء الشعبية يتراقص شباب القرية فى تجمعات بالقرب من منزل العروسين، ويتم تجهيز الطعام يوم العرس، بواسطة أهل العروسة، وهذا فى القرى فقط.

وفيما يتعلق بالأعراس ذات الطابع الحديث، فقد بدأ الاتجاه حديثًا في تنظيم حفلات الزفاف نهارا وليس ليلا، حيث يتم نقل العروسين بالسيارات المزينة والفارهة.

وفي ختام الاحتفال بمراسم الزفاف، يوضع على العرسان شريط أحمر طويل، وذلك بهدف السماح للمعازيم بتنقيط العريس أو العروس، وذلك بإلصاق الأوراق المالية ـ أو الليرة الذهبية مرفقة بدبوس، وإلصاقها على الشريط إما للعريس أو للعروس.

ويكون عقد القران إما في مقر البلدية، أو فى صالة زفاف راقية، ثم  يفرح العروسان فى صالة فندقية، أو قاعة أفراح مُجهّزة لاستيعاب ضيوفهم وليلتهم المميزة، بالإضافة إلى موائد طعام كبيرة وفخمة ومجهزة، وقائمة طعام بأيدي كبار الطهاة فى الفندق.

كما أن التقاط صور الزفاف، شيء مهم بالنسبة للأتراك، لذا فهم يلتقطون صور فنية جميلة، في أماكن أثرية، أو سياحية تخليدا لذكرى طيبة في نفوسهم.

فنجدهم في بعض الأحيان وعلى سبيل المثال أمام عربات القطار القديمة يلتقطون صورهم التذكارية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على 7 أكلات شعبية في تركيا قبل أن تغادرها

بالصور.. هذه أجمل 10 قرى في تركيا